اخبار الخليج / اخبار الإمارات

القوات المسلحة الإماراتية٫٫ 48 عاماً درعاً وحصناً للوطن

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي (الاتحاد)
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، بالذكرى الـ 48 لتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة مركزية واحدة وشعار واحد وعلم واحد، لتكون صمام أمان الوطن، والذود عنه، وحماية إنجازات ومكتسبات دولة الاتحاد.
ويمثل السادس من مايو من كل عام، أحد الأيام الخالدة في ذاكرة الوطن، ففي هذا اليوم من عام 1976 اتخذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، قرارهم التاريخي والمصيري بتوحيد القوات المسلحة، لتشكل أهم مرتكزات دولة الاتحاد، ولتكون حصنها المنيع في مواجهة كل من تسول له نفسه تهديد أمنها واستقرارها. 
وحظيت القوات المسلحة الإماراتية في جميع مراحل بنائها بدعم واهتمام من قيادتنا الرشيدة والتي حرصت على توفير الإمكانات كافة للقوات المسلحة، وتزويدها بأحدث الأسلحة وبآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وذلك دعماً لكفاءتها القتالية المتكاملة، لتصبح في طليعة الجيوش الحديثة، بما حققته من نقلات نوعية متلاحقة.
شكل العنصر البشري محور عملية التحديث والتطوير في قدرات القوات المسلحة، سواء على المستوى العلمي أو التدريبي، حيث عمدت الإمارات إلى إنشاء المعاهد والمدارس والكليات العسكرية التي تقوم بتدريب وتأهيل الشباب تأهيلاً عسكرياً يلائم متطلبات العصر ومستجدات الأوضاع، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مع جامعات مدنية مرموقة لدعم العنصر البشري. وسيظل قرار توحيد القوات المسلحة يوم السادس من مايو عام 1976، بعد نحو خمس سنوات من تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، واحداً من أهم التطورات في مسيرة الاتحاد الظافرة، وهو تجسيد لـ «النظرة الثاقبة، للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه القادة المؤسّسين حكّام الإمارات، طيّب الله ثراهم، وإصرارهم الواثق على المُضي قُدماً في استكمال أركان الاتحاد وتعزيز مسيرته، استشرافاً واعياً منهم، بألّا قوة ولا منعة ولا تنمية دون جيش موحّد قوي، جيّد التدريب والتسليح، عالي الكفاءة والجاهزية».
وتؤكد المهام التي كُلّفت بها قواتنا المسلحة، أنها كانت قوة لردع المعتدين، وحفظ الاستقرار، ومساندة الشعوب المنكوبة، سواء في الدول التي تُمزقها الانقسامات والصراعات الداخلية، أو تلك التي تتعرض للعدوان من أطراف خارجية. ويتجلى ذلك بوضوح في مهام مثل المشاركة في قوات الردع العربية في لبنان عام 1976، ونزع الألغام التي خلفتها الحرب الأهلية فيها، ومروراً بجهود الإغاثة في إقليم كوسوفا، وحفظ السلام في الصومال.
كما برز دور القوات المسلحة في حدثين محوريين في تاريخ المنطقة والعالم، هما مشاركتها في حرب تحرير الكويت إثر الغزو العراقي عام 1990، والتصدي الحازم منذ عام 2015 لاجتياح الميليشيات الحوثية الإرهابية لليمن، من خلال عملية «عاصفة الحزم» عام 2015. ونجحت قواتنا المسلحة، مع أشقائها من دول التحالف العربي، في إحباط مخطط تحويل اليمن إلى بؤرة لتصدير العنف والإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة.
إن ذكرى توحيد قواتنا المسلحة تحل علينا في وطن الاستقرار والأمن والازدهار، وقواتنا المسلحة أقوى وأقدر على مستوى التنظيم والتدريب والتسليح، مرتكزة إلى دعم ثابت لها من القيادة الرشيدة، والتفاف شعبي حولها يتمثل في تسابق أبناء الدولة إلى الالتحاق بها، وبنية تحتية قوية من الصناعات العسكرية والكليات والأكاديميات العسكرية التي تُقدِّم أرفع مستويات التعليم والتأهيل والتدريب.

وتمثل قواتنا المسلحة الركيزة الأساسية لأمن الوطن ودرعه الحصين للوقوف في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن الدولة ومقدراتها، كما تعد الحصن المنيع الذي يحمي مصالح الدولة الاستراتيجية في الداخل والخارج، ولهذا من الطبيعي أن تشكل أهم عناصر القوة الشاملة للدولة، وتحظى بكل الدعم والرعاية من جانب قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهداً في جعلها نموذجاً للجيوش العالمية المتطورة القادرة على تنفيذ المهام التي توكل إليها بكل كفاءة واحترافية في الداخل والخارج.
كما بات لقواتنا المسلحة دور رئيسي في دفع عملية التنمية الشاملة ليس فقط من خلال تهيئة المناخ اللازم لتنفيذها، بل أيضاً بالمشاركة والإسهام فيها عبر كوادر مؤهلة وعناصر تمتلك من العلم والخبرة ما يوفر إضافة نوعية كبيرة لخطط التنمية بالدولة في مختلف المجالات والقطاعات، حيث تسهم قواتنا المسلحة بخيرة رجالها وكوادرها في تحمل مسؤوليات تنفيذ خطط التطوير والتحديث التي تسابق الزمن تحقيقاً لرؤى استراتيجية تستهدف الوصول بالإمارات إلى قمة مراتب التنافسية العالمية في مؤشرات التنمية المستدامة كافة.
وقواتنا المسلحة تعتبر جزءاً رئيساً من نسيج مجتمع الإمارات، بل هي عصب هذا المجتمع وعماده، وتعطي أهمية كبرى للتواصل والمشاركة المجتمعية، واستشعار نبض المجتمع، ترسيخاً لوحدة شعبنا وتماسكه وانصهاره في إطار هذه المؤسسة العظيمة التي تعبر عن كياننا الاتحادي وتمثل رمزاً أصيلاً له .
كما يعد الـ 30 من أغسطس 2014 يوماً تاريخياً في الإمارات، حيث التحقت أول دفعة من المواطنين والمواطنات بالخدمة الوطنية والاحتياطية لأداء الواجب المقدس، وضرب أبناء الوطن، من الذكور والإناث، أروع الأمثال في حب الوطن والاستعداد لتلبية ندائه.
مدرسة خولة بنت الأزور 
بدعم متواصل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، اهتمت القوات المسلحة بدور المرأة في خدمة الوطن التي أثبتت جدارتها بالانتماء إلى هذه القوات، وأنها على مستوى المسؤولية عملاً وإنجازاً وتفانياً في أداء الواجب، وتحملاً للمسؤولية والاستعداد والتضحية دفاعاً عن تراب الوطن وإنجازاته ومكتسباته.
وفي هذا الإطار، جاء إنشاء مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بهدف إعداد كادر وطني نسائي ذي كفاءة وخبرة للانضمام إلى القوات المسلحة، وقد أصبحت المدرسة رافداً من روافد القوات المسلحة، تزودها كل عام بالمجندات المواطنات المؤهلات للعمل في العديد من التخصصات كأعمال السكرتارية والشؤون الإدارية والكمبيوتر والإعلام العسكري، ما يساهم في النهاية في دعم حقوق المرأة في المجتمع ومساواتها بالرجل.
كما تؤمن دولة الإمارات بأن امتلاك القوة هو أكبر ضمانة للحفاظ على السلام، ولهذا فإنها تنظر إلى تطوير وتحديث وتقوية قواتها المسلحة باعتبارها أولوية أساسية، وستمضي في هذا الطريق لأن التحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة تحتاج إلى أعلى مستويات اليقظة والاستعداد.

Advertisements

قد تقرأ أيضا