الارشيف / لايف ستايل

عيد الحب عند الفراعنة.. أكل وورود وعبارات غزل وهدايا

محمد اسماعيل - القاهرة - كتبت- أميرة حلمي:

"هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير" هكذا كان يقول المصريون القدماء، وكانوا أول من تفاخر بعاطفة الحب وتخليدها على جدران معابدهم وأحجارهم وبردياتهم.

لم يختلف المصريون القدماء عنّا في احتفالهم بعيد الحب، إذ ارتبط اللون الأحمر بالحب والجمال، بينما اعتبرت الورود هدية رمزية للتعبير عن المشاعر.

وتُظهر البرديات القديمة مجموعة من قصائد الغزل التي تُعبّر عن مشاعر الحب بين الرجل والمرأة، مؤكدةً مكانة الحب في ثقافتهم.

الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين في وزارة السياحة يقول لـ الخليج 365، إن سرّ قوة الحب في مصر القديمة يرجع إلى طبيعة المجتمع الذي كان يُشارك فيه الرجل والمرأة في جميع أنشطة الحياة، سواء في الزراعة أو التجارة أو حتى الحرب، ولطبيعة الأرض ولاستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية.

ألقاب الرجل للمرأة

"شاكر" يوضح أن المصري القديم أطلق على المرأة عبارات كثيرة تحمل معاني للحب والتقدير ولتأكيد مكانتها في القلوب، مثل "جميلة الوجه"، و"عظيمة المحبة"، و"المشرقة كالشمس"، و"جميلة الجميلات"، و"سيدة الأرضين"، وغيرها من الألقاب الواردة في كثير من نصوص الأدب المصري القديم.

عيد الوليمة

كبير الأثريين يضيف أن يوم الحب عند المصري القديم كان يُعرف باسم عيد الوليمة، ويتشارك فيه الأحبة الطعام والهدايا والورود.

وأشار إلى اللون الأحمر اُستخدم رمزًا للحب والتعبير عن المشاعر، وعبر المصري القديم عن مشاعره بكلمات محفورة على جدران المعابد والبرديات، فـ كلمة "مِر" تعني "حُب"، و"ميري" تعني حبيبي، وميرتي حبيبتي.

ومن أبرز قصائد الحب التي خلدها التاريخ هي مقولة إخناتون للملكة نفرتيتي "اللهم اجعلها نوراً في قلبي لا ينطفيء"، ورمسيس الثاني الذي شبه نفرتاري بالإله حتحور إله الحب والجمال ودون لها على جدران معبد أبو سيمبل الذي بُنى خصيصاً لها "انت التي من أجلك أشرقت الشمس".

لم يقتصر التعبير عن الحب على الكلمات فحسب، بل هناك مواقف تعكس مكانة الحب عند المصريين القدماء وتقديسهم للمشاعر.

الملكة تي وأمنحتب الثالث

نجد مثالاً للرقة في التعامل، يتضح في علاقة الملكة تي وأمنحتب الثالث الذي أمر بنحت تمثال لها مساو في الطول لتمثاله مما يدل على مكانتها وشدة حبه وتقديره لها.

كما أمر ببناء بركة وواحة طبيعية بمساحة 300 متر، وزوّدها بمركب للتجديف، مما يدل على حرصه على إسعادها، وذلك لأن الملكة تي كانت من أصول ريفية واعتادت وهي صغيرة اللعب في البركة، فعوضها عن ذلك بعد الزواج وبنى لها "بركة هابو".

أخناتون ونفرتيتي

خلّد أخناتون معشوقته نفرتيتي، بأساليب فنية جديدة لم يألفها الفن المصري قبلها، وذلك عن طريق جلسة تصوير شهدتها جدران المعابد للزوجين في العديد من جلسات الحب الأسرية محاطين بالأميرات الست.

قصة حب سنب وسينت

يُعدّ تمثال سنب وسنت من أشهر الأعمال الفنية التي تُجسّد مشاعر الحب الحقيقي في مصر القديمة.

يُظهر التمثال الزوجين جالسين معًا على مقعد، متجاهلين فارق الطول بينهما.

كان سنب قزمًا يعمل لبيس للملك، بينما كانت سنت أحد أميرات القصر، ونشأت قصة حبهما وتغلبت مشاعرهما على فارق الطبقة الاجتماعية وفارق الطول.

وتزوج سنب وسنت وأنجبا طفلين، مما يعكس استقرار الحياة بينهما وطول مدة زواجهما.

يتميز تمثال سنب وسنت بإبداع فني ويتضح فيه أعلى درجات تقدير الزوجة لزوجها وتفخيمها له، صُمم التمثال بشكل يخفي عيوب فارق الطول بين الزوجين، من خلال وضع سنت على قاعدة مرتفعة وجعل سنب يجلس متربع الساقين، والفراغ الذي تركته ساقا سنب نُحت بها طفليهما واقفين بينهما.

اقرأ أيضا:

لماذا كانت القطط مقدسة عند المصريون القدماء؟ - اعرف السر

كان يستخدمه الرجال ويُصنع من الخنافس.. مراحل تطور أحمر الشفاه

ليه بنعمل "أربعين" للمتوفى؟.. اعرف أصل الحكاية

ليه الفراعنة ماكانوش بيلبسوا شتوي؟.. إليك السبب

من هي أول أم احتفلت بسبوع طفلها.. وإيه أصل المناسبة؟ "فيديو"

ما السر وراء تميز توابل أسوان وعطورها؟.. "مفيش أحلى منها"

أربعينية الشتاء عند المصريين القدماء.. متى تبدأ وتنتهي؟

Advertisements

قد تقرأ أيضا