الارشيف / اخبار العالم

"داعش" يتحدث بلسان المصالح الإسرائيليّة

مع إنطلاقة العام الجديد، يبدو أن تنظيم "داعش" الإرهابي قرّر تصعيد محاولاته إستغلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، القائم منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بشكل يصب في خدمة أجندة تل أبيب، من خلال التماهي مع ما كانت تسعى إليه، منذ اليوم الأول، على المستوى الإعلامي، لكسب معركة الرأي العام الدولي، مع العلم أنّ هذه المحاولات كانت قد برزت، من دون تسليط الأضواء عليها بالشكل المطلوب، مباشرة بعد إنطلاق العدوان.

في هذا السياق، كانت المساعي الإسرائيليّة الهادفة إلى التعامل مع حركة "حماس" على أساس أنّها منظمة إرهابيّة واضحة منذ البداية، الأمر الذي جرى التسويق له عبر تشبيه ما حصل خلال عمليّة "طوفان الأقصى"، بالهجمات التي تعرّضت لها الولايات المتحدة في 11 أيلول من العام 2001، بالتزامن مع أخرى كانت تهدف إلى وضع الحركة في مصافي الجماعات الإرهابيّة، كتنظيم "القاعدة" و"داعش"، على أمل أن يقود ذلك إلى منحها "الشرعية" لما تقوم به من مجازر في القطاع.

إنطلاقاً من ذلك، لم يكن من المستغرب أن يبادر التنظيم الإرهابي، بالتزامن مع تزايد الضغوط على تل أبيب لدفعها نحو إتفاق لوقف لإطلاق النار، إلى جانب التبدل الحاصل في الموقف من العدوان على المستوى العالمي، إلى الخروج بمواقف تصب في خانة خدمة الأجندة الإسرائيليّة، عبر دعوة أنصاره حول العالم لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل والدول التي تدعمها، وإعادة تفعيل نشاطهم، ونقل هذه الهجمات إلى العواصم الغربيّة، في أميركا وأوروبا.

هنا، قد يكون من المفيد الإشارة إلى أن التنظيم كان قد وجه دعوات مماثلة، في الأشهر الماضية، كانت تتصدر مجلة "النبأ" التي تصدر عنه، فهو من خلال إفتتاحية عددها رقم 413 بتاريخ 20 تشرين الأول، كان قد بادر إلى تقديم رؤيته، عبر الدعوة إلى استهداف "الأحياء اليهودية" في أميركا وأوروبا، ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان، كما وتحريضه على استهداف الجيوش والحكومات العربيّة. أما في إفتتاحية العدد 416، الصادر في تاريخ 10 تشرين الثاني، فذهب أبعد من ذلك، من خلال إعتبار أن "الأحداث الأخيرة في فلسطين أعادت التأكيد مجدداً على أنّ اليهود والنصارى يعادون المسلمين لدينهم لا لشيء آخر".

ما ينبغي التوقّف عنده، في هذا المجال، هو أنّ الدعوة الجديدة، من خلال رسالة صوتية للمتحدث الرسمي باسم التنظيم أبي حذيفة الأنصاري، جاءت بالتزامن مع تبنيه الهجمات الإرهابيّة التي إستهدفت مدينة كرمان الإيرانيّة، بالقرب من ضريح القائد في الحرس الثوري قاسم سليماني، الأمر الذي يدفع إلى طرح الكثير من علامات الإستفهام حول الهدف من هذه الهجمات، في حال كان تركيزه على إستهداف تل أبيب، مع العلم أنّه بادر أيضاً إلى مهاجمة حركة "حماس" بسبب تحالفها مع طهران، معتبراً أنّه لا فرق إذا "حكم الضفة وغزة أولياء أميركا أو أولياء إيران".

في هذه الرسالة، كرّر الأنصاري الرواية الإسرائيليّة التي ترمي بالمسؤوليّة عما يجري على عاتق طهران، بهدف صرف الأنظار عن القضية الفلسطينيّة، حيث انتقد ما أسماه "ارتماء الفصائل الفلسطينيّة في الحضن الإيراني، وإعلان ما أسموه محور المقاومة الذي سمح لإيران بتصدر المشهد، والظهور بمظهر المخلّص والمدافع عن فلسطين"، بالرغم من أن الحركة لم تتأخر، قبل أيام، في الرد على تصريح "ملتبس" صدر عن أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني، للتأكيد على الأهداف الحقيقية لعمليّة "طوفان الأقصى".

في هذا الإطار، كان العديد من المتابعين يطرحون، طوال الأسابيع الماضية، الكثير من السيناريوهات، حول التداعيات التي من الممكن أن تترتب على تنفيذ أيّ عمل إرهابي في البلدان الغربيّة، نظراً إلى أنّ إسرائيل ستسعى إلى إستغلال ذلك، إلى الحدود القصوى، من أجل دعم سرديتها حول ما يحصل في غزة، حيث كانت التوقعات بأنّ مثل هكذا عمل سيقود إلى تحول كبير على مستوى الرأي العام الدولي، بشكل يخدم مصالح تل أبيب، وقد يكون أكثر ما تتمناه إسرائيل، في الوقت الراهن، مع العلم أن طبيعة التنظيم، المخترق من قبل العديد من أجهزة المخابرات ومن ضمنها "الموساد"، تقود إلى فرضيّة إحتمال تنفيذ التخريب من قبل تل أبيب نفسها والعمل على إستغلاله، لا سيما أنه سبق لها أن قامت بأعمال مشابهة في السنوات الماضية، بادرت لاحقاً إلى توجيه الإتهام بالوقوف خلفها إلى فصائل مقاومة.

كانت هذه تفاصيل خبر "داعش" يتحدث بلسان المصالح الإسرائيليّة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا