أبدت المطربة السودانية إيمان الشريف، اعتزازها، بعد اختيار أغنيتها “وليد من الشُكرية”، ضمن قائمة أفضل 50 أغنية بوب عربية في القرن 21، في استفتاء مجلة “رولينج ستون الأميركية”، حيث جاءت في المرتبة الـ35، قائلة: “كنت أتوقع للأغنية أن تأخذ حظها من الانتشار، وبالفعل شاهدت الكثيرين يرددونها من مختلف الدول العربية”.

وكشفت إيمان الشريف، خلال حوارها مع “الشرق”، تفاصيل رحلتها مع الأغنية، قائلة إنّ: “هذه الأغنية طرحها عليّا الشاعر والملحن أحمد كوستي، على أساس أنها تتناسب مع طبقات صوتي والمساحات الصوتية، وكلماتها تُعبر عن السودانيين لما تحتويه من عبارات الكرم والشجاعة وعادات وتقاليد غالبية القبائل لدينا، لذلك كان لها وقعها في جميع طبقات المجتمع”.

وأكدت أن “الأغنية حققت انتشاراً واسعاً، وتمّ ترديدها بواسطة الكبار والصغار والشباب من الجنسين، ومنذ إطلاقي لها صارت نجمة حفلاتي، ومطلوبة في جميع المناسبات”.

وكشفت المطربة السودانية، كواليس دخولها عالم الغناء، موضحة أن البداية كانت من خلال مشاركتها في منافسات الجامعات في ولاية الجزيرة، باسم جامعتها “ود مدني الأهلية”، بعدها انتقلت للغناء بشكلٍ احترافي في المناسبات الخاصة والعامة.

وأضافت “بعد سنوات من كل ذلك، انتقلت إلى العاصمة الخرطوم، حيث بدأت مشاركاتي في البرامج التلفزيونية ذائعة الصيت مع نخبة من الفنانين السودانيين”.

وحول الأوضاع في بلادها، قالت إن: “الوضع في السودان من أحزان وانتهاكات وتهجير، يمس كل سوداني، ولم أنفصل عن ذلك، وبادرت بتقديم أغنيات تحكي أوضاع الناس، وأخرى تدعم الجيش، وأتمنى عودة الأمن والاستقرار”.
خطوة نحو العالمية

ومن جانبه، قال الناقد الفني محمد إبراهيم، لـ”الشرق”، إنّ: “هذه أول مرة يدخل فنان سوداني في سباق مضمار المنافسة العالمية، والمجلة متخصصة في الفنون والثقافة الشعبية، ومراسلوها يتم اعتبارهم خبراء فنيين لمتابعة المنتج في كل دول العالم”.

وأوضح أن “الأغنية تم اختيارها من بين آلاف الأغنيات العربية، وهذا فتح جديد لمسار الأغنية السودانية، ومن الممكن أن تلفت انتباه الناس، بأن هناك شكلاً من أشكال الغناء المحلي”.

ولفت إلى أن “كلمات الأغنية تغوص في اللغة الدارجة السودانية، وهذا ما ظل الناس يتحدثون عنه لوقت طويل، بأنه الوصول للعالمية يتطلب نقل تراثك المحلي للعالم بشكلٍ جيد، مثلما فعل الروائي العالمي الطيب صالح بنقله لكثير من الصور الشعبية السودانية إلى العالمية عبر رواياته”.

وأضاف أن “إيمان الشريف رغم حداثة سنها في الساحة الفنية، لكن ظلت مهتمة دائماً بأغنياتها، لذلك تحظى أعمالها بالانتشار، وهذا يشير إلى جودة اختياراتها، وعدم التفاتها إلى ما يمكن أن يكون في الساحة الفنية من مناكفات”.

وتابع “أيضاً استطاعت أن تسبق الكثيرين، وأعتقد أن الاغنية يُمكن أن تلفت النقاد الفنيين في محيطنا العربي والإفريقي للأغنية السودانية وتنوعها وثراءها وإيقاعاتها المختلفة”.
أغنية نابضة بالحياة

وكانت مجلة “رولينج ستون الأميركية”، قد أعلنت قبل أسبوعين، عن قائمة أفضل 50 أغنية بوب عربية في القرن 21، بمشاركة لجان من الأكاديميين والصحافيين الموسيقيين ومحترفي الصناعة والمؤرخين والفنانين، وجاء الترتيب النهائي وفق المجلة بعد الأخذ بالاعتبار جودة الأغنية وشعبيتها وتأثيرها الثقافي.

وحلت أغنية “وليد من الشُكرية” للمغنية إيمان الشريف، في المرتبة الـ35، حيث تُعد المرة الأولى التي يتم فيها اختيار أغنية سودانية لمطربة سودانية.

وقالت المجلة، إن “الأغنية النابضة بالحياة للمغنية السودانية إيمان الشريف، تحوي عناصر من موسيقى البوب في شرق إفريقيا، وسرعان ما ارتقت إيمان في سلم الأغاني بها، وهي الغنوة السادسة في مسيرتها الغنائية”.

وأشارت المجلة في تقريرها، إلى أن “الموسيقى السودانية لا تحظى بالتقدير الكافي في بقية المنطقة، وقد واجهت منذ فترة طويلة معركة شاقة ليتم الاعتراف بها بشكلٍ صحيح، ولحسن الحظ أن فنانين مثل إيمان الشريف يحققون تقدماً لا يمكن تجاهله”.

الشرق للأخبار