الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

انكشاف تاريخي موثق!

  • 1/2
  • 2/2

لا أفهم خيبة الأمل التي رأيتها في ردود فعل كثيرين من مناصري القضية الفلسطينية بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية بالقضية التي رفعتها جنوب افريقيا على اسرائيل قبل أيام.

هل كانوا ينتظرون مثلا ان المحكمة ستحكم بزوال هذا الكيان المسمى «إسرائيل» من على وجه الأرض؟ أم إنها ستحكم بإلقاء الصهاينة في بحر غزة؟ هل كانوا يتوقعون أن كل أحلامنا بتحرير فلسطين ستتحقق فجأة وبجلسة واحدة لمحكمة العدل الدولية؟

المحكمة لم تصدر حكمها على الدعوة الأساسية بعد، وربما سيتطلب الأمر شهوراً أو حتى سنوات قبل أن يصدر الحكم النهائي، وستكون حكومة الكيان طوال هذه الشهور أو السنوات متهمة رسمياً ودائماً أمام المجتمع الدولي حتى وإن استمرت في عدوانها، وسيعيش أنصارها في كل مكان بشك دائما تجاهها ككيان وكوجود وكسياسة أيضا. ويكفي أن الخطوة التي أقدمت عليها حكومة جنوب أفريقيا برفع الدعوى على دولة الاحتل دعوة غير مسبوقة لجهة اتهامها بجريمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ويكفي أن المحكمة أخذت الدعوى على محمل الجد لأقصى حد ممكن رغم ضغوطات الدول الكبرى الداعمة للاحتلال الصهيوني وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية حتى لو نجت في النهاية من الأحكام التي نتمناها تكون قد مرت بأطول وأوثق مرحلة انكشاف تاريخي رسمي عالمي موثق لكل جرائمها تاريخيا في فلسطين.

ثم إن الحكم الذي صدر قبل أيام كان يتعلق بالشق العاجل من الدعوى فقط، وهو المتعلق بمطالبة الاحتلال باتخاذ كافة التدابير التي نصت عليها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وهذا وفقا لمعظم القراءات القانونية أتى لصالح فلسطين والمقاومة الفلسطينية في غزة، ولا أدل على ذلك وتوكيده أفضل من بيان المقاومة الذي أصدرته فور صدور الحكم، إذ قالت المقاومة في بيانها إنها «ترحب بقرار محكمة العدل الدولية الذي أثبت الاتهام لكيان الاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية، ويطالب فيه جيش الاحتلال بحماية المدنيين ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واحترام واجباته كقوة احتلال في إطار القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني». وشددت على أن «القرار يعني إيقاف أشكال العدوان كافة على شعبنا الفلسطيني في غزة».

ولأن المحكمة قالت في حكمها الذي أصدرته بأغلبية ساحقة إن على إسرائيل أن تتخذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية، فهذا يعني أنها أكدت بشكل لا لبس فيه على اعتبار ما ترتكبه إسرائيل في غزة إبادة جماعية، وأنها تقر بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال هذه الإبادة، وأن الشروط متوفرة لفرض تدابير مؤقتة على إسرائيل، وأن على إسرائيل الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة، وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري، ووفقا للحكم يتعين على حكومة الاحتلال أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.

لطالما نظرت اسرائيل للمجتمع الدولي نظرة دونية ضاربة بكل القرارات الأممية عرض الحائط ودائما بمساندة أمريكا ومعظم أوروبا، ولطالما اعتبرت اسرائيل نفسها فوق كل قانون، لكن الوضع اختلف هذه المرة خاصة وان الدعوة رفعتها دولة جنوب افريقيا وليس دولة عربية، ما يعني تأكيدا إضافيا على أن فلسطين في وجدان العالم كله وأنها ليست قضية إقليمية بخلفية جغرافية وثقافية ودينية معينة.

ثم من قال إن المقاومة على أرض غزة كانت نتنتطر أو تتوقع مساراً كهذا المسار القضائي المفاجئ؟ ما زالت المعركة مستمرة، وخطوة جنوب أفريقيا أتت هدية مفاجئة لم يكن يتوقعها أشد المناصرين للقضية تفاؤلاً بدور دولي في الحل.. فلماذا الشعور بالخيبة؟.

سعدية مفرح – كاتبة كويتية
الشرق القطرية
981a806228.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر انكشاف تاريخي موثق! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا