أثار كبار مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن، المخاوف بشأن احتمال انتصار روسيا في الحرب ضد أوكرانيا، بغضون أسابيع أو أشهر قليلة.
وذكرت شبكة “إن بي سي” الأمريكية، أن توقعات مساعد الرئيس للأمن القومي، جيك سوليفان، ومديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز، أن أوكرانيا لن تتمكن من الصمود في القتال سوى بضعة أسابيع وربما أشهر قليلة وليس أكثر، بسبب غياب الدعم الأمريكي.
وأشاروا أيضًا إلى نفاد موارد كييف وقاموا بتقييم الوضع الحالي في منطقة الحرب.
وجاء هذا التقييم المتجهم، الذي وصفه أحد مسؤولي البيت الأبيض بأنه “صارخ”، في وقت يواجه مستقبل المساعدات الأوكرانية غموضا أكثر من أي وقت مضى، ووسط قلق مسؤولي البيت الأبيض من احتمال فشل بايدن في الوفاء بوعده بوقوف الولايات المتحدة إلى جانب كييف مهما تطلب الأمر.
وأكد مساعدو بايدن لنواب الكونغرس أن نقص المساعدات سيتردد صداه في جميع أنحاء العالم، وقد يدفع الدول الأخرى التي تعتمد على الولايات المتحدة، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، إلى إعادة التفكير في تحالفاتها، وفقًا لأشخاص مطلعين على الاجتماع.
وقال هؤلاء الأشخاص إن مجموعة زعماء الكونغرس المكونة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي اتفقت في الاجتماع على أن تقديم المساعدة لأوكرانيا يمثل أولوية للأمن القومي، لكنها أقرت بوجود خلافات حول كيفية المضي قدمًا من الناحية التشريعية.
وتوقع سوليفان وهينز بشكل عام أنه بدون المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية، لن تتمكن القوات الأوكرانية من مواصلة قتال الروس إلا لأسابيع، وربما أشهر، وفقًا للأشخاص المطلعين على الاجتماع.
وقد أوضح مسؤول بالبيت الأبيض أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتخذ قرارات ميدانية بناء على نقاط الضعف في أوكرانيا منذ إعلان إدارة بايدن الشهر الماضي إنها زودت كييف بآخر المساعدات العسكرية الأمريكية المصرح بها.
وكان ضابط المخابرات البحرية الأمريكي المتقاعد والمحلل العسكري، سكوت ريتر، قد صرح في وقت سابق إن الجيش الروسي في المرحلة النهائية قبل النصر في عملية خاصة في أوكرانيا.
وتوقع أنه “سيكون هناك المزيد من المعارك في المستقبل. لكن النتيجة في الواقع محسومة: لقد انتصرت روسيا بالفعل، لكن لا يزال يتعين عليها تعزيز ذلك”.
نجاحات روسية جديدة
وميدانيا، أعلن الجيش الروسي، الأحد، سيطرته على بلدة صغيرة في منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا.
لكن القوات الأوكرانية أكّدت من جهتها أن هذه القرية “ليس لديها أي أهمية” على المستوى العسكري.
يعكس هذا الإعلان تزايد الضغوط التي تمارسها قوات موسكو على الجبهة في الأسابيع الأخيرة.
وكان الجيش الروسي قد أعلن، الخميس، السيطرة على بلدة صغيرة أخرى هي بلدة فيسيلوي بمنطقة دونيتسك (شرق).
وقالت وزارة الدفاع الروسية في نشرتها اليومية لعملياتها في أوكرانيا “تمّ تحرير قرية كراخمالنوي في منطقة خاركيف بفضل العمليات النشطة التي نفذتها بنجاح وحدات مجموعة الغرب في منطقة كوبيانسك”.
وفي مواجهة الهجمات المتكررة، أمرت السلطات الأوكرانية مطلع الأسبوع بإخلاء 26 بلدة في منطقة خاركيف التي تضمّ كوبيانسك، وهو قرار طال 3 آلاف شخص تقريبًا بينهم 279 طفلًا.
وسيطرت القوات الروسية على كل تلك المنطقة في بداية العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية في هجوم خاطف في سبتمبر/أيلول 2022 أجبر قوات موسكو على الانسحاب.
وشنّت روسيا هجومًا جديدًا على هذه المنطقة خلال صيف العام 2023 في وقت كانت تحاول أوكرانيا شنّ هجوم مضاد كبير في دونباس بالشرق وفي الجنوب باء بالفشل.
ومنذ الخريف، تتقدم القوات الروسية نحو الشمال الشرقي أي في منطقة كوبيانسك ونحو الشرق خصوصًا حول مدينة أفدييفكا.

العين الاخبارية