الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | «كوروياناغي تيتسوكو»... العودة إلى مذكرات ”توتو تشان“ الشهيرة!

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

تعد مذكرات كوروياناغي تيتسوكو، المعروفة باسم ”توتو-تشان: الفتاة الصغيرة عند النافذة“، ليست فقط قصة ملهمة تروي تجارب طفولتها خلال الحرب العالمية الثانية في اليابان، بل إنها أيضًا أحد أكثر الكتب مبيعًا في اليابان. هذه المذكرات التي تُظهر نظرة كوروياناغي الفريدة على الحياة والتعليم، قد لاقت استحسانًا كبيرًا عالميًا وتُرجمت إلى عدة لغات. إدراج المذكرات في موسوعة ”غينيس“ للأرقام القياسية كأكثر منشور للسيرة الذاتية مبيعًا يعكس ليس فقط شعبية كوروياناغي تيتسكو كممثلة ومقدمة برامج، ولكن أيضًا الجاذبية العالمية لقصتها الشخصية وقدرتها على لمس قلوب القراء حول العالم. ومؤخراً قامت كوروياناغي بنشر تكملة لحياة توتو تشان الملونة بعد أن توقفت النسخة الأصلية عن النشر.

خلال برنامج تلفزيوني سئلت كوروياناغي تيتسوكو لماذا قامت بكتابة تكملة لتوتو تشان بعد الشهرة التي حققتها فردت ”أردت الكتابة عن الحرب طالما مازلت أتذكر تفاصيلها“.

كوروياناغي، التي عايشت تجارب الحرب العالمية الثانية في طفولتها، قد قدمت للعالم من خلال كتابها ”توتو-تشان: الفتاة الصغيرة عند النافذة“ نظرة فريدة على الحياة خلال تلك الفترة الزمنية من خلال عيون طفلة. القرار بكتابة تكملة للكتاب بعد النجاح الهائل الذي حققه يعكس رغبتها العميقة في مشاركة تجاربها وذكرياتها عن الحرب مع الجيل الجديد، وهو ما يؤكد على الدور المهم الذي تلعبه الذاكرة في توثيق التاريخ ونقل الدروس المستفادة من جيل إلى جيل.

في عمر الـ90 عامًا، تعتبر كوروياناغي شاهدة حية على فترة مهمة من التاريخ الياباني والعالمي، ومن خلال أعمالها، تقدم فرصة للقراء لفهم الآثار العميقة للحرب على الأفراد والمجتمعات. تجربتها الشخصية وسنواتها الأولى من الحياة توفر لها منظوراً فريداً يمكنها من تقديم تصوير حيّ لتأثير الحرب على الحياة اليومية للأطفال والأسر.

تصريحها حول رغبتها في الكتابة عن الحرب ”طالما مازلت أتذكر تفاصيلها“ يسلط الضوء على أهمية الشهادات الشخصية في الحفاظ على التاريخ. يعطي الصوت لأولئك الذين عايشوا الأحداث التاريخية، ويساعد في ضمان أن يتم تذكر هذه الأحداث والتعلم منها بطريقة تحافظ على الحقيقة والأصالة.

37 عاماً منذ صدور النسخة الأصلية

تعد رواية ”مادوغيوا نو توتو تشان“ (Totto-chan: The Little Girl at the Window) لكوروياناغي تيتسكو، والتي تُرجمت إلى الإنكليزية بواسطة دوروثي بريتون، واحدة من أكثر الأعمال الأدبية تأثيراً وشعبية في اليابان وحول العالم. الرواية التي تحكي قصة طفولة كوروياناغي وتجاربها في مدرسة فريدة من نوعها تميزت بنهجها التربوي الفريد، لاقت استحساناً كبيراً من القراء من جميع الأعمار والخلفيات.

هذا العمل لم يكن مجرد مذكرات طفولة بسيطة، بل كان انعكاساً للقيم التربوية المتقدمة والتأكيد على أهمية فهم كل طفل كفرد متميز وتقديم الدعم له لينمو وفقًا لمواهبه واهتماماته الخاصة. الكتاب، بسبب نهجه الإنساني ورسائله العميقة، استطاع تخطي الحواجز الثقافية واللغوية، مما أدى إلى ترجمته إلى عدة لغات وبيع أكثر من 25 مليون نسخة عالميًا.

إنجاز كوروياناغي في جعل ”مادوغيوا نو توتو تشان“ أول كتاب لامرأة يستحوذ على لقب الكتاب الأكثر مبيعًا في السوق يُظهر ليس فقط القيمة الأدبية والتربوية لعملها، ولكنه يسلط الضوء أيضًا على تغيير الأدوار والإنجازات التي حققتها النساء في مجال الأدب والثقافة. تكريم عملها بهذا الشكل يعتبر تقديراً لقدرتها على التأثير في قلوب وعقول القراء حول العالم، ويؤكد على أهمية القصص التي تتحدث عن الطفولة، التعليم، والنمو الإنساني.

وبالنسبة لعلاقتي بتاتو تشان فقد بدأت عندما تلقيت أول نسخة من توتو تشان من والدي وأنا في المدرسة الابتدائية، وقد أسرتني قصة طرد توتو من المدرسة عندما كانت في الصف الأول، بالاضافة إلى تلك التفاصيل عن أيامها في مدرستها الجديدة توموي جاكوين.

تجارب توتو تشان المسرودة في الكتاب، مثل تمزيق ملابسها بينما تتسلق الأسلاك الشائكة، طهي الأرز في قدر معلق في الهواء، سقوطها في مرحاض الحفرة، ومغامراتها في تسلق الأشجار، تمنح القصة جاذبية فريدة وتسلط الضوء على شخصية توتو تشان كطفلة شجاعة ومليئة بالحياة والفضول. هذه التجارب تبرز ليس فقط حبها للاستكشاف والمغامرة، ولكن أيضاً البيئة التعليمية الفريدة التي تمتعت بها، والتي سمحت لها بالتعلم من خلال التجربة والخطأ.

الشجاعة في مواجهة المواقف الجديدة وغير المألوفة، والشغف بالاستكشاف، هي صفات يمكن أن يتعلم منها الكثير من القراء، بغض النظر عن أعمارهم. بينما قد لا يواجه الجميع نفس المواقف التحديدية التي مرت بها توتو تشان، فإن الروح الأساسية للشجاعة والفضول شيء يمكن تطبيقه في العديد من جوانب الحياة.

التعلم من خلال التجربة، الاستعداد لتجربة أشياء جديدة، والمقدرة على النظر إلى العالم بعيون مفتوحة وقلب متقبل، هي دروس يمكن لقصة توتو تشان أن تعلمها للقراء. حتى لو لم تعش مغامرات مماثلة لتلك التي عاشتها توتو تشان بالضبط، يمكن للروح الأساسية لهذه التجارب أن تلهمك لاستكشاف عالمك بشجاعة وفضول.

من الواضح أن توتو تشان، من خلال مذكراتها وروايتها التكميلية، تقدم للقراء نظرة شخصية على الحياة خلال وبعد الحرب العالمية الثانية في اليابان. الجزء الأخير من كتابها الأول يقدم لمحة عن تأثير الحرب على الحياة اليومية للأطفال، من خلال قصص مثل التحاق بواب المدرسة بالجيش، والتحديات التي واجهها الأطفال في العثور على الطعام، وكيف أصبحت علب الغذاء تبدو فارغة بشكل متزايد. هذه اللحظات تقدم نظرة حميمة وشخصية على التأثير العميق للحرب على الحياة اليومية.

روايتها التكميلية توسع هذه الرؤية من خلال تقديم تفاصيل أكثر عمقًا حول تجربتها الشخصية خلال الحرب، بما في ذلك الإجلاء إلى محافظة أوموري وحياتها بعد الحرب. من خلال اعتماد أسلوب أكثر حيوية وفكاهة في الرواية الجديدة، تسعى توتو تشان ليس فقط إلى مشاركة تجاربها، ولكن أيضًا إلى إظهار كيف يمكن للروح الإنسانية أن تجد الضوء حتى في أحلك الأوقات.

من خلال هذين العملين، توفر توتو تشان نافذة فريدة على الطفولة والحياة تحت ظلال الحرب، مع التركيز على القدرة على التكيف والمرونة. تظهر قصتها أهمية الذاكرة في فهم تأثيرات الحروب على الأفراد والمجتمعات، وكيف يمكن للأدب أن يساعد في توثيق ونقل هذه التجارب للأجيال القادمة.

ومن بين التفاصيل الملفتة للانتباه ما روته عن مرحلة نقص الإمدادات الغذائية، حيث تسرد ما وصل إليه حال صندوق الغذاء اليومي في مدرستها، أين تقلص محتواه ليصل إلى 15 حبة من فول الصويا فقط، والتي كانت تتعمد تناولها ببطء حتى تتدرب على ضبط النفس. كما وصفت حال السماء الذي يتحول إلى لهب مشتعل أثناء الغارات الجوية.

وبخصوص إجلائها إلى أوموري تقوم بسرد التحديات التي واجهتها كصعوبة اللهجة المحلية إلا أنها تمكنت من اتقانها في وقت قصير، إلى كرات الأرز التي كانت والدتها تعدها للجنود العائدين والتي لاقت اقبالاً قبل أن تتحول إلى تجارة رائدة.

وخلال فترة عملها كطالبة أبحاث في إن إتش كي، تم منعها عدة مرات من المشاركة في التسجيلات الإذاعية بسبب عدم التزامها بالتعليمات. إلا أن صوتها المميز جعلها تتفوق على منافسيها وتستحوذ على بعض برامج الإذاعة لاحقاً، ومن بين أشهر هذه البرامج ”يانبو“و ”نينبو“و”وتونبو“، لتصبح بعد ذلك حديث المدينة.

تجربة توتو تشان خلال الحرب وما بعدها تقدم نظرة شاملة على الصعوبات والتحديات التي واجهها الشعب الياباني خلال تلك الفترة. مشاهد نقص الإمدادات الغذائية والتي تصل إلى درجة أن يقتصر صندوق الغذاء على 15 حبة من فول الصويا فقط، تعكس الشدائد القاسية التي تحملها الناس، وكيف كانت تلك التجارب تعلمهم ضبط النفس والصبر. كما أن وصفها للسماء المشتعلة بالنيران خلال الغارات الجوية يعكس الخوف والدمار الذي أحاط بالحياة اليومية.

توتو تشان، من خلال روايتها وتجاربها، تقدم دروساً قيمة حول الصمود والمرونة في وجه الصعاب، وكيف يمكن للإبداع والمثابرة أن يؤديا إلى فرص جديدة. قصتها تشجع على الاستمرار في السعي وراء الأهداف، حتى في أصعب الظروف.

رحلة كوروياناغي من خلال الكتابة والتلفزيون تشير إلى شخصية فريدة من نوعها، تمتلك القدرة على التأثير والإلهام. كتاباتها، التي بدأت بـ”توتو تشان: الفتاة الصغيرة عند النافذة“ وتكملته الأخيرة، تقدم للقراء لمحة عن حياتها المليئة بالأحداث والتجارب المتنوعة، بدءًا من طفولتها المتفردة ومرورًا بتحديات الحرب وصولاً إلى مسيرتها الاحترافية المتميزة.

كما أن برنامجها ”غرفة تيتسوكو“، الذي أصبح أطول برنامج تلفزيوني، يعكس ليس فقط طول العمر الاستثنائي لكوروياناغي في مجال الإعلام، ولكن أيضًا تأثيرها المستمر وقدرتها على التكيف مع العصور المختلفة مع الحفاظ على جاذبيتها وتأثيرها على الجمهور. هذه السمات تجعل من كوروياناغي مثالاً يحتذى به في الصبر والتفاني والقدرة على التأثير في الآخرين بطرق إيجابية.

واجب تقاسم معاناة الأطفال

من خلال عمل كورويانغي كسفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف ومن خلال برنامجها ”غرفة تيتسوكو“، تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وتأريخ الأحداث التي شهدها العالم خلال الحروب. عبر استضافتها للمشاهير الذين عايشوا الحرب وتشجيعهم على مشاركة تجاربهم، تسهم كورويانغي في توثيق شهادات حية تعطي الأجيال الجديدة فهمًا أعمق للتأثيرات الإنسانية للنزاعات.

الشهادات التي قدمها المشاهير مثل إكيبي ريو، مينامي هاريو، وأوايا نوريكو تكشف عن الوجه الإنساني للحروب، مقدمةً للمستمعين تفاصيل محزنة لكنها ضرورية لفهم تجربة الحرب بشكل كامل. من خلال الإصغاء إلى هذه القصص، يصبح الجمهور أكثر وعيًا بالأثر العميق الذي تتركه الحروب على الأفراد والمجتمعات.

زيارات كورويانغي لدول مثل الصومال، موزنبيق، وبلدان البلقان بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف، قد أثرت فيها بشكل كبير، مما ساعدها على تعميق فهمها لآثار الحروب. هذه الزيارات، بالإضافة إلى الشهادات التي تم جمعها في ”غرفة تيتسوكو“، تبرز الحاجة الملحة للسلام والتعاطف بين الشعوب.

الرسالة التي تنقلها كورويانغي هي تذكير بأهمية الذاكرة الجماعية وضرورة توثيق الأحداث التاريخية ليس فقط كدرس في الحروب والنزاعات، ولكن كدعوة للعمل نحو مستقبل أكثر سلامًا. من خلال عملها، تشدد على أن نسيان هذه القصص يعني إغفال الدروس المستفادة منها والتقليل من شأن التضحيات التي قدمها الأفراد خلال تلك الفترات العصيبة.

صورة لتوتو تشان وسط مجموعة من الأطفال في دولة كونغو الديموقراطية عام 2004. بإذن من تانوما تاكييوشي.
صورة لتوتو تشان وسط مجموعة من الأطفال في دولة كونغو الديموقراطية عام 2004. بإذن من تانوما تاكييوشي.

”منذ تعييني كسفير للنوايا الحسنة لليونيسف، بذلت قصارى جهدي لتعريف الناس في جميع أنحاء العالم بمعاناة الأطفال في العديد من البلدان. عندما احتضنت طفلاً يتيمًا يحتضر في أفريقيا، شعرت أنه سيكون أفضل حالًا حتى بين ذراعي من الموت بمفرده“.

وتعبر كوروياناغي عن أسفها العميق للمشهد المؤلم الذي ترسمه الحرب بين أوكرانيا وروسيا، والتي لا تظهر أي بوادر لانتهائها، بالإضافة إلى الأرواح التي تُفقد يوميًا في النزاعات بين غزة وإسرائيل. تشدد على أنه، حتى في غياب اليابان عن هذه الصراعات، يبقى العالم مليئًا بمناطق تعيش حالة من عدم الأمان، مما يؤكد على أن الحروب وآلامها تظل حاضرة في مكان ما حولنا.

في ذات الوقت، تأتي شخصية توتو تشان، كما تصورها روايتها الجديدة، محملة بالبهجة والسعادة، مشابهة في ذلك لكوروياناغي بابتسامتها الدائمة التي تترك أثرًا عميقًا. حتى مع تقدم توتو تشان في العمر لتصبح كوروياناغي تيتسوكو، ظلت قادرة على إشاعة الفرح والتفاؤل في قلوب من حولها، متمنية دومًا أن تغمر السعادة الجميع وأن يظل الحزن بعيدًا عنهم.

وفي الأخير آمل أن تصل الرسالة التي يحملها كتاب توتو تشان الجديد إلى جميع أنحاء العالم.

تكملة توتو تشان: الفتاة الصغيرة عند النافذة

نشرت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 من قبل دار نشر كودانشا
الرقم الدولي المعياري للكتاب (ISBN): 978-4-06-529671-4

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | «كوروياناغي تيتسوكو»... العودة إلى مذكرات ”توتو تشان“ الشهيرة! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا