الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | «كوبي»... ملحمة تاريخية جديدة من إبداع المخرج كيتانو تاكَيشي

  • 1/10
  • 2/10
  • 3/10
  • 4/10
  • 5/10
  • 6/10
  • 7/10
  • 8/10
  • 9/10
  • 10/10

”كوبي“ أو ”الرقاب“، فيلم روائي طويل صدر عام 2023، وهو الفيلم التاسع عشر للمخرج كيتانو تاكَيشي وأول عمل جديد له منذ ست سنوات. يتميز الفيلم بفريق عمل من كبار الممثلين الموهوبين، ويكشف عن كواليس جريئة وعنيفة للمكايد والمناورات السياسية في فترة الممالك المتحاربة في اليابان.

كيتانو يعود إلى دراما الساموراي

(© كادوكاوا؛ © تي. إن غون المتحدة لعام 2023)
(© كادوكاوا؛ © تي. إن غون المتحدة لعام 2023)

فيلم ”الرقاب“ هو الملحمة التاريخية الثانية للمخرج المبدع كيتانو، بعد فيلم زاتوئيتشي الذي صدر عام 2003. تدور أحداث الفيلم في فترة الممالك المتحاربة في اليابان (1467–1568)، عندما كان أمراء الإقطاعيات الأقوياء في قتال مستمر. الفيلم يركز على الجزء الأخير من هذه الحقبة، التي أدت إلى اغتيال ”الموحد العظيم“ أودا نوبوناغا في حادثة هونّوجي الشهيرة عام 1582، ويرسم صورة للصراع العنيف بين جنرالات الأمة الناشئة. وهو مبني على رواية كيتانو التي تحمل نفس الاسم ”الرقاب“، وهي في الغالب ما تكون تلك التي تم فصلها عن أعناق حامليها. لقد كانت النسخة السينمائية من الرواية قيد الإعداد منذ حوالي 30 عامًا، ويقول كيتانو إن السيناريو كان جاهزًا إلى حد كبير منذ عقود.

تبدأ القصة عندما يتمرد تابع نوبوناغا، أراكي موراشيغي على سيده - الذي يطمح إلى توحيد اليابان بأكملها تحت راية قائد واحد- ثم يختفي. يتغلب الغضب على نوبوناغا ويرسل أتباعه تويوتومي هيدييوشي وأكيتشي ميتسوهيدى للبحث عنه، متعهدًا بتعيين الشخص الذي سيبذل قصارى جهده للعثور عليه كخليفة من بعده.

ومع ذلك، يخطط هيدييوشي لخيانة كل من نوبوناغا وميتسوهيدى والاستيلاء على البلاد لنفسه. أولًا، قام بتسليم موراشيغي إلى ميتسوهيدي، الذي كان يعاني من وحشية وسوء معاملة نوبوناغا بشكل متكرر. وأمر هيدييوشي ممثل النينجا السابق ”سوروري شينزائمون“ باحتجاز موراشيغى. ولكن ميتسوهيدي، الذي كان يحب موراشيغي سرًا، قام بإخفائه في قلعته.

يلعب كيتانو تاكيشي نفسه دور هيديوشي، بينما يلعب نجم فيلم ”قودي سيارتي“ نيشيجيما هيديتوشي دور ميتسوهيدي (© كادوكاوا؛ 2023© تي. إن غون المتحدة)
يلعب كيتانو تاكيشي نفسه دور هيديوشي، بينما يلعب نجم فيلم ”قودي سيارتي“ نيشيجيما هيديتوشي دور ميتسوهيدي (© كادوكاوا؛ 2023© تي. إن غون المتحدة)

يكتشف هيدييوشي بعد ذلك من ”شينزائمون“ والفلاح السابق الطموح ”نانْبا موسوكى“ أن نوبوناغا يخطط لتنصيب ابنه الأكبر وريثًا من بعده وليس أي من أتباعه. في هذه الأثناء، يزداد غضب وإحباط نوبوناغا بسبب عجزه عن العثور على موراشيغي. ويبدأ نوبوناغا في الشك في إمكانية أن يكون توكوغاوا إياسو العقل المدبر لهذه المكيدة، ويأمر ميتسوهيدي باغتياله. لكن هيدييوشي يرى في ذلك فرصة لتأليب نوبوناغا وميتسوهيدي ضد بعضهما البعض.

ينمو القتال على رأس موراشيغي ويتحول في النهاية إلى معركة من أجل التخلص من نوبوناغا نفسه، مما يعني السيطرة على البلاد. ينسج الفيلم قصة عن الطموح والرغبة التي تتشابك وتترابط وتجمع مجموعة مختلفة من الشخصيات: من الجنرالات الذين يتنافسون على من سيوحد اليابان ويحكمها، والوسطاء الذين يركضون بينهم، والفلاحون السابقون الذين يحلمون بأن يحصلوا على مناصب مهمة، حتى الكهنة والنينجا كلهم متداخلون وتتشابك طموحاتهم ورغباتهم.

ممثل الكابوكي ناكامورا شيدو (على اليمين) يلعب دور الفلاح الطموح نانبا موسوكي (© كادوكاوا؛ © تي. إن غون المتحدة لعام 2023)
ممثل الكابوكي ناكامورا شيدو (على اليمين) يلعب دور الفلاح الطموح نانبا موسوكي (© كادوكاوا؛ © تي. إن غون المتحدة لعام 2023)

رديكالية كيتانو

أطراف متعددة تتداخل في الصراع، وأطراف ثالثة تعمل في الخفاء لتحقيق مكاسبها الخاصة، ورجل تم وضعه ليصبح هدفًا في مجتمع هرمي صارم؟ من المؤكد أن حبكة هذا العمل ودوافع شخصياته تتشابه مع أعمال كيتانو التي تدور حول الياكوزا مثل سلسلة أفلامه ”الغضب“، وفيلم سوناتين الذي صدر عام 1993، وكذلك فيلم الأخ في عام 2000. إن تناوله للصراع بين الفصائل في فترة الولايات المتحاربة باستخدام نقاط قوته المميزة في قراءة تلك الفترة ربما تكون العلامة الأبرز على أن هذه الملحمة التاريخية هي عمل دراماتيكي من طراز عال بأسلوب كيتانو الخاص.

يستخدم هيدييوشي نينجا سابقًا وفلاح طموح لإحباط خطط منافسيه (© كادوكاوا؛ © تي. إن غون المتحدة لعام 2023)
يستخدم هيدييوشي نينجا سابقًا وفلاح طموح لإحباط خطط منافسيه (© كادوكاوا؛ © تي. إن غون المتحدة لعام 2023)

والمثير للدهشة أن هذا الفيلم غير مهتم بالمؤامرات والمكايد السياسية، على الرغم من كونه دراما جماعية تدور حول صراع السلطة والعلاقات الإنسانية المعقدة. من السهل أن نتخيل الحبكة الدرامية من خلال ملخصات القصص على أنها صراع بين “الأمراء المتحاربين الغاضبين”؛ ومع ذلك، فإن فيلم “الرقاب” يتطرق إلى عناصر خارج القصة المعروفة، تمامًا كما كانت الأجزاء المتعاقبة من سلسلة أفلام المخرج “الغضب” التي تركز على كثافة المشاهد والشخصيات الفردية. وفي هذه النقطة، يختلف الفيلم كثيرًا عن الرواية الأصلية التي كتبها كيتانو، التي كانت ترصد بدقة الخلفية التاريخية، ودوافع الشخصيات، وتاريخ الأحداث.

خلافًا لما قد يوحيه المقطع الدعائي للجمهور، فإن فيلم ”الرقاب“ ليس فيلمًا عن المؤامرات أو النظريات السياسية. كما أنه لا يهتم بدراسة الشخصيات كما اعتدنا أن نشاهد في الأفلام التاريخية. إنه إصدار جذري من إبداع المخرج المتميز كيتانو. في جوهره الأساسي، هو سجل بسيط للأحداث تتخلله مشاهد من العنف اللحظي، وفي الوقت نفسه يجذب المشاهدين بسحر بطيء لا مثيل له لقضاء وقت لطيف وممتع. وكأنه عمل يعلن على أن الأفلام يجب أن تكون ممتعة للأذنين والعينين، لا أكثر ولا أقل.

ويتجلى هذا في افتتاحية الفيلم، في المشهد الذي يلقي فيه الممثل ”ريو كاسى“ الذي يؤدي دور أودا نوبوناغا خطابًا غاضبًا باللهجة الريفية أواري. في الرواية الأصلية يتحدث نوبوناغا باللغة اليابانية الرسمية، لكن كاسى يضيف بأدائه توترًا محمومًا واستخدامه للإيقاع الغريب للهجة الريفية يضفي على المشهد لمسة من الفكاهة. ويمكن اعتبار مشاهد اندلاع العنف الشديد، التي تختلف هي الأخرى عن النص الأصلي، بمثابة تكريم ذاتي للمخرج، والتي تشير إلى مشاهد مشهورة في فيلمه ”الغضب“.

يضفي ريو كاسى لمسة غريبة على أدائه لشخصية نوبوناغا (© كادوكاوا؛ © شركة تي. إن غون المتحدة لعام 2023)
يضفي ريو كاسى لمسة غريبة على أدائه لشخصية نوبوناغا (© كادوكاوا؛ © شركة تي. إن غون المتحدة لعام 2023)

تفتقر الحبكة أيضًا إلى شرح وتفسير سلسلة الأحداث أو أسبابها للمشاهدين، مما يعني أن بعض الإلمام بتاريخ تلك الفترة يمكن أن يوفر فهمًا أفضل لما يحدث. ومع ذلك، فإن ما يجذب المشاهد حقًا هو القوة التعبيرية للممثلين المتميزين تحت إشراف كيتانو. إن المحرك الذي يقود هذا الفيلم هو سلسلة المشاهد المذهلة التي قدمها ممثلون أطلقوا العنان لرؤية كيتانو لهذه الفترة.

يضم فريق عمل الفيلم تشكيلة فريدة من الممثلين الذين يمكن أن نطلق عليهم ”فريق كيتانو“، الجديد والقديم، حيث يقدم الممثلون الجدد أداءً مميزًا إلى جانب النجوم المخضرمين. ويضفي الممثلون ذوو الخلفيات الكوميدية، مثل كيمورا يوئيتشي الذي يجسد شخصية الفنان شينزائمون، لمسة خاصة من البهجة والفرح على الفيلم.

من المدهش أن كوباياشي كاورو (الذي يواجه الكاميرا في الوسط) يظهر لأول مرة في دور توكوغاوا إياسو. إن دوره المتعجرف رائع (© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)
من المدهش أن كوباياشي كاورو (الذي يواجه الكاميرا في الوسط) يظهر لأول مرة في دور توكوغاوا إياسو. إن دوره المتعجرف رائع (© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)

ومع أن الفيلم في حد ذاته يعد عمًلا مزعجًا ومثيرًا للضجر، لكن بفضل هذا التجمع من الممثلين المشهورين تحت قيادة كيتانو جعلت من كل مشهد صورة لافته للنظر تستحق الاهتمام والمشاهدة. يذكرنا الأسلوب الذي استخدمه كيتانو في هذا العمل بأفلام مثل كانتوكو بانزاي! (المجد للمخرج) أو العمل الذي لمع من خلاله اسم كيتانو، فيلم مينّا، ياتّيروكا! (هل حصلت على أي شيء؟) الذي صدر عام 1995.

فبدلًا من التركيز على سرد القصص الشخصية بالتفصيل، تبرز المشاهد التي تهدف للضحك والحوار غير المنطقي، والعنف المروع، وأداء الممثلين. يقف في قلب كل هذه الأساليب المتنوعة ”كيتانو“ نفسه بدور هيدييوشي، في دور لا يحتاج منه الكثير من التمثيل ويبدو أنه يقارب شخصيته كثيرًا. لدى ”أسانو تادانوبو“ الذي يلعب دور كورودا كانبى و ”أوموري ناؤ“ الذي يؤدي دور تويوتومي هيديناغا، شقيق هييديوشي، العديد من المشاهد مع كيتانو والتي تشبه المسرحيات الهزلية القصيرة، ويبدو أنه استخدم بعض الحوارات التي تبدو وكأنها مرتجلة كما هي دون تعديل في النسخة النهائية للفيلم.

تسليط الضوء على الحوارات المرتجلة بين كيتانو وبقية الممثلين (© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)
تسليط الضوء على الحوارات المرتجلة بين كيتانو وبقية الممثلين (© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)

زوال صورة ”حتمية الموت“

بمعنى آخر: تمر ال 113 دقيقة من الفيلم كلحظات عابرة من المتعة والبهجة. يبدو أن الأداء العاطفي للممثلين، وحس الدعابة، والحركة، والقسوة الهمجية، ومشاهد المعارك القوية كلها موجودة من أجل المتعة اللحظية فقط. ومع ذلك، فإن الصورة النهائية التي نراها هي صورة ناشئة من فلسفة كيتانو الشاملة حول الموت باعتباره حدثًا عابرًا. وهو مفهوم تشترك فيه جميع الأفلام التي أخرجها كيتانو والتي تربط الياكوزا بالعنف والصراع من أجل البقاء الذي يخوضه رجال العصابات، ولكن في هذا الفيلم الذي يعود إلى العصور الوسطى، يُقتل عامة الناس - رجالًا ونساءً على حدٍ سواء - دون لحظة تفكير. ويبدو أن تلك الوفيات نفسها كانت أيضًا ”لحظية“؛ فهي ليست دراماتيكية ولا تؤثر تأثيرًا حقيقيًا على مسار الأحداث.

يبدو أن الاعتقاد غير الرسمي بأن ”الرقاب تساوي الحياة“ بمثابة جوهر الفيلم (© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)
يبدو أن الاعتقاد غير الرسمي بأن ”الرقاب تساوي الحياة“ بمثابة جوهر الفيلم (© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)

كما ذكرنا سابقًا، تترك النسخة السينمائية من فيلم ”الرقاب“ انطباعًا مختلفًا تمامًا عن الرواية الأصلية، التي تركز بشكل أكبر على تسلسل الأحداث. علاوة على ذلك، تم حذف العديد من الأجزاء التي تعبر صراحة عن المواضيع التي استخدمها كيتانو في الرواية. أحد هذه الأجزاء والذي يأتي قبل نهاية القصة مباشرة، يعبر عن أفكار حول الحياة البشرية والموت والمجتمع الطبقي. في الفيلم، يتحول هذا الجزء إلى مجرد أداء لا يلمح إلا للحظة. وهذا التغيير في حد ذاته يؤكد بوضوح على الفكرة الأساسية للمخرج وهي زوال حتمية الموت.

لا شك أن فيلم ”الرقاب“ لم يكن ليخرجه سوى المخرج والممثل المتميز كيتانو تاكيشي. من اختيار الممثلين إلى الإنتاج؛ حس الدعابة والوحشية والبهجة. حتى النبل والذكاء الحاد- لا يستطيع أي مخرج آخر تقليدهم.

(© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)
(© كادوكاوا؛ © شركة تي إن غون المتحدة لعام 2023)

الإعلان الرسمي للفيلم

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، والترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان © كادوكاوا؛ © تي. إن. غون المتحدة لعام 2023)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | «كوبي»... ملحمة تاريخية جديدة من إبداع المخرج كيتانو تاكَيشي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا