الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | «كامي»... ووجهات نظر اليابانيين المتغيرة الآلهة

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

تمزج النظرة اليابانية تجاه الدين بين ديانات متنوعة مثل الشينتوية والبوذية وحتى أنها تتضمن معتقدات يهودية ومسيحية، ما يولد وضعا استثنائيا. فعدد أتباع الديانات في اليابان أكبر من العدد الفعلي للناس. ولكن في حين أن أكثر من نصف الشباب الياباني يؤمنون بشكل ما من أشكال الوجود الإلهي في العالم، إلا أن نسبة قليلة فقط منهم تقول إنهم متدينون بشكل نشط. في هذه المقالة نتعرف على خلفية وجهات النظر المتنوعة تلك؟

هل اليابان أرض المؤمنين؟

تطورت الثقافة اليابانية على مر القرون من المعتقدات الشينتوية والبوذية، ولكن هل لا تزال اليابان الحديثة دولة دينية؟ يبدو الجواب للوهلة الأولى هو نعم. فوفقا لدراسة إحصائية عن الدين لعام 2021 أجرتها وكالة الشؤون الثقافية، يوجد في اليابان 87 مليونا من أتباع الشينتوية و83 مليونا من البوذية ومليونين من المسيحية و7 ملايين من معتنقي معتقدات أخرى، حيث يصل إجمالي عددهم إلى 180 مليونا تقريبا. ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك صحيحا في حين أن عدد سكان اليابان يربو قليلا عن 120 مليون نسمة؟

ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل، إذا جاز التعبير. فعند إعداد الدراسات الإحصائية حول الجماعات الدينية، يحصي المسح رعايا المعابد الشينتوية (أوجيكو) والمعابد البوذية (دانكا) بشكل منفصل. ولكن ليس من غير المعتاد في اليابان أن يتم إدراج اسم الشخص كأحد رعايا معبد شينتوي محلي وكذلك كأحد أتباع معبد بوذي في المكان الذي يوجد فيه قبر عائلته، وبالتالي يتم إحصاء الشخص نفسه مرتين.

(© بيكستا)
(© بيكستا)

من الصعب فهم هذا التداخل الديني إذا تأملناه من الخارج. ولكن تمازج الشينتوية والبوذية مع الثقافة اليابانية يعود إلى قرون مضت. المظهر الأكثر وضوحا لهذه العلاقة يتجلى في طقوس دخول هذه الحياة والخروج منها. فعلى سبيل المثال، يقوم الآباء بإحضار أطفالهم إلى معابد شينتوية للصلاة من أجل التمتع بالصحة والرخاء عبر ممارسة عادات مثل ”هاتسو مييامودي (أول زيارة للمعبد)“ بالنسبة لحديثي الولادة و ”شيتشي غو سان“ للأبناء الذين تبلغ أعمارهم 3 و 5 و 7 سنوات. وعلى الجانب الآخر من الحياة، تلتجئ العائلات إلى البوذية عندما يتوفى أحد أفرادها، حيث إن 90% تقريبا من مراسم الجنائز تتم وفق طقوس بوذية.

الدين والآلهة

يعطي المسح انطباعا بأن الدين يحتل بشكل أو بآخر مكانا مركزيا في حياة اليابانيين. ولكن هل هذا هو الحال في الواقع؟ تظهر استطلاعات رأي متنوعة أن نحو ثلث السكان فقط يقولون إنهم يتبعون ديانة معينة، بينما يصف أغلبية الناس أنفسهم أنهم غير متدينين.

كما يمكن العثور على أدلة على تلك الميول العلمانية بين اليابانيين في سلسلة من دراسات استقصت آراء طلاب الجامعات تجاه الدين. فقد أجرى معهد الثقافة والكلاسيكيات اليابانية في جامعة كوكوغاكوئن والجمعية اليابانية لدراسات الدين والثقافة بين عامي 1995 و2020 ثلاث عشرة دراسة استقصائية خلصت إلى أن عدد الطلاب الذين يصفون أنفسهم بأنهم متدينون ظل باستمرار منخفضا حول 10%. ولكن من ناحية أخرى، قال أكثر من نصف المشاركين في دراسة إنهم قاموا بزيارة ”هاتسومودي (أول زيارة لمعبد شينتوي أو بوذي في العام الجديد)“. قد يجادل البعض بأن تضرع شخص ما إلى آلهة شينتوية أو بوذية من أجل الحظ الجيد في العام المقبل هو انخراط في ممارسة دينية، ولكن في اليابان العلمانية لا يوجد شيء خارج عن المألوف فيما يتعلق بممارسة العادات الثقافية مثل زيارة المعابد في سياق غير ديني تماما.

وعلى الناحية الأخرى، عندما سُئل الطلاب في استطلاع عام 2020 إن كانوا يؤمنون بوجود ”كامي“، وهو مصطلح فضفاض يُترجم عادة على أنه ”إله“، أجاب 21% من المشاركين بنعم وقال 38% آخرون ”قد يكون هناك إله“ ما يشير إلى ميل قوي نحو الإيمان بوجود إلهي في هذا العالم.

ولكن كيف لنا أن نفهم تلك النتائج المتضاربة في ضوء الموقف اللاديني المعلن من قبل معظم اليابانيين؟ هذا يتطلب إلقاء نظرة فاحصة على كيفية نظر الناس إلى كامي.

خليط من الآلهة

هيمن على الحياة الدينية في معظم الألفية الأخيرة من تاريخ اليابان مزيج من البوذية والشينتوية ”شينبوتسو شوغو“. كان من المقبول عموما أن آلهة كامي المحلية وبوذا هي نفس الشيء، ومن بين تلك الأرباب اليابانية عدد كبير من ”غونغين (بوذا وبوديساتفا يتجلون في صورة كامي)“ مثل إله الجبل المهم زاو غونغين. ولا تزال آثار هذا التداخل بين الأديان جزءا لا يتجزأ من النسيج الثقافي لليابان الحديثة. فعلى سبيل المثال، قد يصيح اليابانيون عند الذعر والفزع ”أيتها الآلهة وبوذا، أنقذوني (كاميساما هوتوكيساما، تاسوكيتي)“، بدون النظر عادة إلى الدلالات الدينية التي تتضمنها هذه العبارة.

تمثال مهيب لزاو غونغين في المعبد البوذي زويهوجي في كوبوغاهارا بمحافظة توتشيغي (© بيكستا)
تمثال مهيب لزاو غونغين في المعبد البوذي زويهوجي في كوبوغاهارا بمحافظة توتشيغي (© بيكستا)

أدى انتشار المسيحية بعد رفع الحظر عنها خلال عصر ميجي (1868-1912) إلى إرباك المشهد بشكل أكبر من خلال إضافة مفهوم وجود كائن أوحد أسمى إلى معتقدات الناس الراسخة عن كامي.

عندما بدأ المبشرون المسيحيون في نشر عقائدهم بشكل جدي في شرق آسيا، واجهوا صعوبة في كيفية التعبير عن فكرة وجود إله واحد في بيئات تؤمن بتنوع الآلهة. فقد اعتمدت نسخة صينية من الكتاب المقدس هي الأولى التي تنشر بإحدى اللغات المحلية في المنطقة، ثلاثة أشكال مختلفة للإله: شانغدي (上帝، ”الرب الأعلى“) وشين (神، ”إله“) وتيانتشو (天主، ”السيد السماوي“).

واجه مترجمو الكتاب المقدس باللغة اليابانية معضلة مماثلة في التعبير عن الله تعالى. فقد حاول المترجمون – آخذين بعين الاعتبار عدم إلمام عامة الناس بالمسيحية – تجنب الارتباك الموجود في النص الصيني، واستقروا على مصطلح كامي المألوف لدى الناس بدلا من استخدام مصطلحات أقل شهرة. ولكن ذلك لم يكن حلا مثاليا، لأنه أدخل إله المسيحية القدير في عالم آلهة كامي اليابانية المتنوع بالفعل.

لعب المبشرون في عصر ميجي دورا مركزيا في تأسيس نظام تعليم على الطراز الغربي في اليابان، وهو إرث يتجلى في عدد المؤسسات الرائدة التابعة للطوائف المسيحية، ما ساعد على تأقلم المجتمع مع المبادئ المختلفة لهذه الديانة. ولكن المسيحية كدين لا تزال على هامش المجتمع، حيث لا يمثل أتباعها سوى 1% تقريبا من السكان. وفي الوقت نفسه، يحتفل اليابانيون الآن بشغف بعيد الميلاد وعيد الحب باعتبارهما عطلتين تجاريتين غير دينيتين، ويتبادل نحو 60% من المتزوجين حديثا نذورهم في مراسم على الطراز المسيحي داخل كنائس صغيرة مع كهنة جاهزون لإنجاز المهمة.

إن آثار تسمية الإله الأسمى في المسيحية بمصطلح كامي كانت عكسية أيضا من خلال التأثير على التصورات التقليدية للآلهة الشينتوية. فعلى سبيل المثال، يتفاجأ الكثير ممن يتعرفون لأول مرة على الأساطير اليابانية عندما يكتشفون أن الآلهة المحلية في الأساطير لا تُعظم، بل ترتكب أخطاء أو تفشل في مساعيها الإلهية، وتظهر في بعض الأوقات بأنها ذات طبيعة بشرية أكثر منها إلهية.

تطورت وجهة نظر اليابانيين عن كامي منذ العصور القديمة لتعكس التغيرات في المجتمع، وهي عملية لا تزال قائمة في ظل تنامي تنوع الثقافات الدينية والعلمانية في اليابان.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © ساتو تاداشي)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | «كامي»... ووجهات نظر اليابانيين المتغيرة الآلهة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا