الارشيف / اخبار الخليج

شاب حلبي يحول أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

دبي - محمود عبدالرازق - رغم الجراح التي شقها الإرهابيون في عموم جسد هذه المدينة المسالمة شمال سوريا، يمضي موره نحو إكمال مشواره مع الأيقونة، عبر افتتاح مركز خاص لتدريب الأجيال الجديدة على كتابتها وفنونها، ونشر تعاليم جمالها المتجذرة عميقا في تاريخ الشرق.

في زيارة لفريق "الخليج 365" إلى مرسم الشاب، تحدث موره عن عمق الأيقونة التي تعد بمثابة "كتاب مقدس مفتوح، إذ نستطيع قراءتها على الرغم من أنها خطوط وألوان"، مضيفا: "هي تكتب كتابة ولا ترسم رسما، لأنها من الكتاب المقدس الذي هو رسالة".

في مرسمه الصغير المفعم بالتاريخ المقدس لإحدى مدن الشرق، تحدث فادي عما تعرضت له كنائس حلب من تخريب وتدمير على أيدي العصابات الإرهابية المسلحة منذ العام 2013 حتى العام 2017، مستذكرا بحزن عمليات القصف التي طالتها وأسفرت عن أضرار جسيمة"، مستدركا قوله: "لكن إرادة الحياة بعد عودة الاستقرار، دفعت إلى النهوض مجدداً".

وتابع: "عام 2015، انكشف المشهد عن دمار كبير لحق بالكنائس والدور المسيحية والأثرية المقدسة في المدينة، وفي العام نفسه تم تدمير سقف كاتدرائية مار إلياس نتيجة القصف المركز عليها من قبل الإرهابيين".

كصانع للأيقونات، وبما يختزنه هذا الفن من أبعاد تاريخية مقدسة، أرخى تدمير الكنائس التاريخية أثرا عميقا في دواخل الشاب مورة، إلا أن ذلك أشعل الأفكار في دماغه.

وقال: "تأثرنا جميعاً نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالكاتدرائية، ودار حديث بيني وبين المطران جوزيف طوبجي حول أخشابها المدمرة، وتساءلنا عما يمكننا أن نصنع به؟ وطرحت عليه فكرة تحويل الخشب إلى أيقونات فأبدى موافقته".

© Gulf 365 . Suhaib Omarayaشاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات

شاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات - الخليج 365 عربي, 1920, 23.02.2024

شاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات

© Gulf 365 . Suhaib Omaraya

وبالفعل، بدأ الشاب مورة بتحويل قطع الخشب المحطمة من بقايا سقف كاتدرائية مار الياس إلى "صفحات كتاب مقدس تعلن بشرى من الجديد والحياة والخلاص والقيامة والمجد والقداسة"، وفق قوله.

وتردد صانع الأيقونات حين باشر جمع أخشاب الكنائس المدمرة، نظرا لما ستحمله هذه اللوحات من رهبة استثنائية تجمع بين الحزن والأمل، كما ساوره الخوف من الرهان على نجاحه في خوض التجربة، لكنه تسلح بالصبر والوقت للتغلب على مخاوفه.

© Gulf 365 . Suhaib Omarayaشاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات

شاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات - الخليج 365 عربي, 1920, 23.02.2024

شاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات

© Gulf 365 . Suhaib Omaraya

الشاب الحلبي، العاشق والمتيم بجمال الأيقونات، سرد بعضا من تاريخ المدرسة الحلبية التي اشتهر بها "آل مصور" عبر أربعة أجيال، من القرن الرابع عشر وحتى السابع عشر ميلادي، مبيناً أن لها مكانة كبيرة في عالم الأيقونة البيزنطية.

وأشار إلى أنه "كان لنا حظ كبير أن تحتضن مدينتنا هذه المدرسة، كان مقرها في دار مطرانية الروم الأرثوذكس بحي الجديدة، وهي تعد إحدى كبرى المدارس البيزنطية كالأورشليمية والمقدونية ومنها المدرسة الحلبية ونشكر الله أن أشخاصا حافظوا عليها ونجحوا بأن تنجو من الإجرام والدمار".

© Gulf 365 . Suhaib Omarayaشاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات

شاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات - الخليج 365 عربي, 1920, 23.02.2024

شاب حلبي يحوّل أخشاب الكنائس المدمرة إلى أيقونات

© Gulf 365 . Suhaib Omaraya

ويرى مورة بأن الأيقونة الروسية هي من إحدى بنات المدرسة البيزنطية وما يميزها، وأضاف: "هذا تحديداً جعلني أعجب بها أنها دمجت وخلطت بين الأيقونة البيزنطية الشرقية واللوحة الغربية، وهناك عوامل دخلت في قلب الأيقونة الروسية وحفاظها على بعض التفاصيل مثل بالطول والملامح، تحدث عن الدمج الذي جرى مؤخراً بالأيقونة الروسية وهو علامة فارقة مميزة".

نذر الشاب الحلبي نفسه لإعادة الألق والتجدد إلى الأيقونة الحلبية عبر ضخ دماء جديدة وتشجيع الهواة والمهتمين على كتابتها، معربا عن أمنيته بأن ينقل خبرته إلى الأجيال القادمة كي تحافظ عليه على مر الأزمان.

Advertisements