دبي - محمود عبدالرازق - وأرسلت حركة حماس ردها على اتفاق الإطار لإقرار هدنة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، والذي يرتكز في المقام الأول على وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إن إسرائيل ستواصل عمليتها في قطاع غزة حتى يمكن تحقيق نصر كامل على "حماس" في غضون أشهر وليس سنوات.

27 يناير, 07:02 GMT

وأوضح نتنياهو: "نحن في طريقنا لإكمال النصر، وهو قريب، نحن لا نتحدث عن سنوات أو عشرات السنين، وإنما عن شهور".

وأفادت وسائل إعلام بريطانية، نقلاً عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، بأن إسرائيل لن توافق أبدًا على خطة وقف إطلاق النار التي اقترحتها حركة "حماس" الفلسطينية، التي تنطوي على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

حرب نفسية

اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري وخبير الشؤون الإسرائيلية، أن تصريحات نتنياهو الأخيرة كانت مجرد حرب نفسية للضغط على المفاوضين الفلسطينيين، بحيث يتم تقديم بعض التنازلات أو شروط لتفاوض أفضل.

وقال إن "نتنياهو يعتاد التراجع عن تصريحاته، فالحديث عن شهور طويلة من الهدنة يمكن حسب المصطلحات التي استخدمها نتنياهو أن يعتبرها تهدئة وعدم إنهاء الحرب، في نفس الوقت الانسحاب من غزة، يمكن أن يسميه بعد ذلك التراجع لخط الرجع الذي يخطط له منذ اللحظة الأولى، وتحدث فيه عن إعادة انتشار والخروج من مدن ومخيمات قطاع غزة، والاتفاق بالتمركز في وادي غزة لبعض الوقت".

28 ديسمبر 2023, 18:25 GMT

وأوضح أنه يريد القول للجماهير الإسرائيلية إنه لم يلتزم بمطالب "حماس" كاملة، وإنه استطاع تقديم بعض الأمور الإيجابية لعائلات وأسر المحتجزين.

وتوقع الأكاديمي المصري التوصل لصفقة جزئية خلال أيام، حيث يكون هناك إعلان عن التوصل لصيغة للإفراج عن المدنيين من الجانب الإسرائيلي، الذين تم احتجازهم في قطاع غزة، وهم في جميع الأحوال عبء على المقاومة في مقابل أعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون من ذوات الأحكام الكبيرة.

ويرى أنور أن "تصريحات نتنياهو للاستهلاك المحلي للضغط على المفاوض الفلسطيني، فإن كان جادا في التصريحات لكان رفض التفاوض والوساطة بشكل كامل، ولم يكن سيحضر للقاهرة وفد فلسطيني من حماس للتفاوض، وهذا يدل على أن الأمور مفتوحة ومحل مراجعة، وأن الشروط والخطوط العامة موجودة والحديث الآن يدور حول التفاصيل".

واعتبر أن نتنياهو يحاول تحسين شروط التفاوض وانتزاع بعض المكاسب، وأن حديثه بشأن الإجهاز على معظم كتائب المقاومة في غزة يعد تمهيدًا لإنهاء الحرب.

ومضى قائلًا: "نتنياهو يقول إنه لن ينهي الحرب وسيكون هناك عمليات نوعية، لكن الحديث عن هدنة تتجاوز 4 أشهر، هو أمر من شأنه دفعه للتراجع وإعادة تقييم الموقف، والقول إنه حقق المطلوب وأفرج عن المحتجزين".

وأشار إلى أن نتنياهو يهدف من هذه التصريحات البحث عن صورة نصر لم تتحقق، ويدلي بها لعلها ترضي الجماهير الإسرائيلية وأنصاره من معسكر اليمين المتشدد في إسرائيل.

هدن متقطعة

بدوره، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن جولة مفاوضات غير المباشرة تنطلق اليوم بين إسرائيل وحركة حماس بعد وصول الوفدين، ومن المتوقع أن تكون هذه الجولة طويلة وليست قصيرة، وقد تستمر لمدة أسبوع بحسب التقديرات.

ومضى قائلًا: "لا يزال هناك أملا بأن تفضي المفاوضات التي ستتم في القاهرة اليوم إلى هدن متقطعة وأقل تقدير لا يمكن اعتبار أن هناك انتصارًا لطرف على حساب طرف، لأن الأمور قياسا على الربح والخسارة تؤكد بأن إسرائيل تلقت ضربة قوية يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن بعد ذلك دمرت غزة بشكل كبير جدًا، وقتلت لحد الآن ما بين 100 ألف قتيل وجريح، ونحن خاسرون على العمق العام".

19 ديسمبر 2023, 22:03 GMT

وبحسب الرقب، حتى الآن لا يزال هناك فرصة للمفاوضات، لكن من المستبعد أن نصل لهدنة متصلة لوقت طويل، بل هدن متقطعة تفضي لوقف مؤقت لإطلاق النار، وقد تعود إسرائيل بعدها لشن حرب متصلة على قطاع غزة.

وكانت حركة "حماس" قد أوضحت في بيان لها أنها سلمت ردها حول اتفاق الإطار في باريس لقطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة.

وأضاف البيان: "تعاملت الحركة مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".

وقال مصدر مصري مسؤول إن القاهرة تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، تتضمن الإفراج عن الأسرى والمحتجزين وإنهاء الأزمة الإنسانية الحالية التي يشهدها القطاع.

أمس, 18:23 GMT

ودعت مصر جميع الأطراف لإبداء المرونة اللازمة للوصول إلى تهدئة في غزة، حسبما ذكرت قناة "القاهرة الإخبارية"، أمس الأربعاء.

ولفتت القناة إلى قول المصدر، إن هناك جهودًا مكثفة لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مشيرًا إلى أن مصر وقطر سترعيان جولة جديدة من المفاوضات، اليوم الخميس، في القاهرة.

وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.