ياسر رشاد - القاهرة -  جاء إعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن تفاصيل الصفقة الاستثمارية الكبرى الخاصة بمشروع تنمية وتطوير رأس الحكمة، التي تعد الأضخم في تاريخ مصر، ليطرح العديد من التساؤلات حول مدى تأثير الصفقة على أسعار السيارات في السوق المحلية، خصوصًا بعدما تراجعت أسعار الدولار مباشرةً عقب ساعات من الإعلان الرسمي عن المشروع.

 وفقاً للخبراء والمتخصصين فإن أسعار السيارات، قد تنخفض تدريجيًا حال توافر العملة الصعبة اللازمة لاستيراد السيارات ومستلزمات الإنتاج من الخارج، وبالتالي تصبح الكمية المعروضة من السيارات سواء المستوردة بالكامل أو المجمعة محليًا مناسبة لحجم الطلب عليها، فيتحقق التوازن في السوق وتنتهي ظاهرة الأوفر برايس "الزيادات غير الرسمية" نهائيًا.

وبحسب الخبراء فإن انخفاض أسعار السيارات حال توافر "الدولار" للاستيراد، سوف يكون تدريجيًا وليس سريعًا.

 ويرى بعض الوكلاء ومستوردي السيارات، أن انخفاض أسعار السيارات مرهون بتوافر الدولار للمستوردين، وفي حال عدم توافره فإن أسعار السيارات لن تشهد انخفاضًا بل قد تشهد زيادات جديدة.

 وأكد عدد من تجار السيارات، أن حالة الركود التي يمر بها سوق السيارات نتيجة للزيادات الجنونية الأخيرة، دفعت البعض الأسبوع الماضي لتخفيض قيمة الأوفر برايس على بعض الموديلات رغبةً منهم في "تسييل الأموال".

 جدير بالذكر أن أسعار السيارات في السوق المصرية شهدت ارتفاعات جنونية خلال الفترة الأخيرة، وسط انتشار غير مسبوق لظاهرة الأوفر برايس الذي تخطت قيمته حاجز المليون جنيه على بعض الطرازات.

 ويعرف الأوفر برايس، بأنه زيادة سعرية غير رسمية يفرضها الموزعين والتجار على أسعار السيارات، ويدفعها العملاء، وذلك مقابل التسليم الفوري للسيارات بدلاً من الانتظار في قوائم  الحجز الخاصة بوكلاء العلامات التجارية والتي قد تمتد لعدة أشهر، في ظل الضوابط الاستيرادية الحالية.

شعبة السيارات تكشف التفاصيل:

 من جانبه قال منتصر زيتون، عضو شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن صفقة رأس الحكمة، سوف يكون لها تأثير إيجابي على كافة القطاعات بما فيها قطاع السيارات.

أوضح عضو شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن هذه الصفقة ستؤدي إلى انخفاض سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه في السوق الموازية، وبالتالي ستؤثر على أسعار السيارات في السوق المحلية.

أضاف "زيتون"، أن انخفاض الدولار بالسوق السوداء سيؤدي أولا إلى تراجع "الأوفر برايس" على السيارات سواء الاقتصادية أو الأعلى منها، وكذلك قد يؤدي إلى ثبات الأسعار لفترة على الأقل، أو زيادتها بقيمة قليلة عكس ما كان يحدث في السابق.

وذكر زيتون، أن انخفاض أسعار السيارات في السوق المصري يعتمد على توفير الدولار في البنوك لاستخدامه في عمليات الاستيراد.

 وأشار عضو شعبة السيارات، إلى أن قطاع السيارات سيكون من آخر القطاعات التي ستستفيد من دولارات رأس الحكمة، نظراً لأن العائد سيوجه إلى قطاعات التغذية والسلع الأساسية، ومن ثم يأتي قطاع السيارات.